وهذا لا يغفره الله عز وجل، كما
قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 116].
والنوع
الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الملة، لكن خطره عظيم، وهو أيضًا لا يُغفَر إلا بالتوبة؛
لقوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ
مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 116]، فهذا يشمل الشِّرك الأكبر، والشِّرك الأصغر.
والشِّرك
الأصغر: مثل: الحلف بغير الله، ومثل: قول: ما شاء الله وشئت، بأن تعطف مشيئة المخلوق
على مشيئة الخالق بالواو، والصواب أن تقول: ما شاء الله ثم شئت، ومثل: قول: لولا الله
وأنت، وما أشبه ذلك. فهذا شرك في الألفاظ ويسمى شركًا أصغر.
وكذلك
الرياء شرك أصغر، وهو شرك خفيٌّ لأنه من أعمال القلوب ولا يُنطَق به، ولا يظهر على
عمل الجوارح ولا يظهر على اللسان، إنما هو شيء في القلوب لا يعلمه إلا الله.
إذن
فالشِّرك على ثلاثة أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي؛ وهو الرياء، وما في القلوب
من القصود والنيات لغير الله سبحانه وتعالى.
والرياء معناه: أن يعمل عملاً ظاهره أنه لله، ولكنه يقصد به غير الله، يقصد أن يمدحه الناس، أو يثني عليه الناس، ويقصد به المحمدة أو يقصد به طمعًا من مطامع الدنيا، صورته أنه لله وهو لغير الله تعالى، كما قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٦﴾ [هود: 15، 16]، فالذي مثلاً يحجُّ أو يطلب العلم، أو يعمل أي عمل من الأعمال التي هي من العبادة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد