الجواب:
يُشترَط في الإمام الذي يؤم المسلمين في الصلاة أن يكون على
قدر كبير من صلاح العقيدة، وصلاح السلوك والعمل؛ لأنه قدوة، ولأن إمامة الصلاة أمانة
عظيمة، ومسؤولية كبيرة، فإذا كان الإمام الذي ذكرت على هذا الوصف أنه يفعل شيئًا من
الشِّركيات والخرافات والبدع، فهذا لا تصح الصلاة خلفه؛ لأنه إذا كان يعتقد النفع والضر
بغير الله جل وعلا من القبور والأموات، فهذا شرك أكبر، ويتقرب إلى القبور بأنواع من
القربات كالذبح والنذر والدعاء وغير ذلك، فهذا شرك أكبر صاحبه خارج من الملة، لا يصح
منه عمل، ما دام على هذه العقيدة الباطلة.
وكذلك
إذا كان عنده شيء من البدع والخرافات، وإن لم تكن تصل إلى حد الشِّرك إلا أنها تُخِلُّ
بعدالته وصلاحيته للإمامة؛ لأنه يُشترَط في الإمام أن يكون عدلاً، وهذه البدع والخرافات
التي من يزاولها تقدح في عدالته، فلا يصلح أن يكون إمامًا، ولا تصح الصلاة خلفه.
أما
بالنسبة للمأمومين إذا كان الإمام صالحًا في عقيدته وصالحًا في سلوكه وأخلاقه، وكان
عدلاً، فإنها تصح الصلاة خلفه، ولو كان في المصلين وراءه من هو مرتكب لشرك أو بدعة
أو خرافة، فالعبرة بالإمام الذي تصح الصلاة خلفه، ولو كان فيمن يُصلُّون خلفه من يتصف
بهذه الصفات التي ذكرت.
أما
إذا كان الإمام هو الذي يزاول هذه الأعمال الشِّركية والبدعية، فهذا كما ذكرنا لا تصح
الصلاة خلفه، وعليك أن تلتمس مسجدًا آخر، يكون إمامه مستقيمًا، وصالح العقيدة، وصالح
العمل.
وإذا لم يكن هناك مسجد إلا هذا المسجد الذي فيه هذا الإمام الذي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد