وتارةً يبيِّنُ
مزايا الصَّلاةِ، كما في قولِه تعَالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].
وقد أمرَ اللَّه
سبحانه وتعالى بالاستعانةِ بالصَّلاةِ معَ الصَّبرِ: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا
عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 45- 46] ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ
ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153]. فاللهُ سبحانه وتعالى أمرَ بالاستعانةِ بالصَّلاةِ عندَ
الشَّدائدِ.
وكان النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم إذا حزَبَهُ أمرٌ فَزِعَ إلى الصَّلاةِ ([1])؛ لأنَّ في
الصَّلاةِ دخولاً على اللَّهِ جل وعلا، ومناجاةً لله سبحانه وتعالى، وتضرُّعًا بين
يدَيهِ.
وقدْ بدأَ اللَّهُ
صفات المؤْمنين الَّذينَ هم أهلُ الفِردوس وأهل الجنَّات، بدأها بالصَّلاةِ
وختمَها بالصَّلاةِ، قال جل وعلا: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1- 2]
إلى قولِه تعَالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [المؤمنون: 9- 11].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ﴾ [المعارج: 19- 23] ثمَّ ختمَ الآياتِ بقولِه: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ﴾ [المعارج: 34- 35].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1319)، وأحمد رقم (32399).