×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«وَمَنْ شَكَّ فِي عَدَدِ الرَّكَعاتِ أخَذَ بِالأقَلِّ» فإِذَا شَكَّ فِي عدَدِ الرَّكعاتِ بَنَى عَلَى الأقلِّ، كمَا لو شكَّ: هل صلَّى أربعًا أو ثلاثًا؟ فيجعلُها ثلاثًا، ويأتي بالرَّابِعَةِ، ثُمَّ يَسْجُد للسَّهْوِ؛ لأَِنَّهُ شكَّ فِي ركعةٍ، والمشكوكُ فِيه وُجودُه كعدَمِهِ، ولاَ تَبْرَأُ الذِّمَّةُ إلاَّ بيقِينِ العملِ، فيأتي بالرَّكعَةِ التي شكَّ فِيهَا، ويسجُد للسَّهْوِ.

وَكذلِكَ؛ لَو شَكَّ فِي قراءةِ الفاتِحَةِ؛ فإنَّهُ يأتي بها، أو شكَّ فِي ترْكِ رُكوعٍ أو سُجودٍ؛ فإنَّهُ يأتي بمَا شكَّ فِيه؛ لأَِنَّ الذِّمَّةَ لاَ تَبْرَأُ إلاَّ بيقِين الفعلِ، هَذَا إِذَا ذَكَرَ، وهو فِي نفْسِ الصَّلاَةِ.

وإنْ شَكَّ فِي ترْكِ واجبٍ، كالتَّشهُّدِ الأوَّل، أو قول: «سُبْحانَ رَبِّيَ العظِيم» فِي الرُّكُوعِ، أو «سُبْحانَ رَبِّي الأعْلَى» فِي السُّجُودِ، فليسَ عليْهِ شيءٌ.

وإنْ شكَّ فِي تَرْكِ سُنَّةٍ يعْنِي: شكَّ: هلْ قرأَ سُورةً بعدَ الفاتِحَةِ؟ شكَّ: هلْ أَتَى بِالاستِفتاح أو بالتَّعوُّذِ أو بِالبسمَلَةِ؟ فهَذَا لاَ يُؤثِّرُ، ولاَ يَنْقُصُ مِن صلاتِه شَيْءٌ.

«وَإِنْ شَكَّ فِي تَرْكِ رُكْنٍ فَكَتَرْكِهِ» يعَنِي: كأَنَّهُ تَرَكَهُ، فيأتي بِبَدَلِهِ، ويسجُد للسَّهْوِ.

«أَوْ زِيَادَةٍ» لاَ يَسْجُد إِذَا شكَّ فِي زِيادَةٍ؛ هل زادَ ركْعَةً خامِسَةً أو مَا زادَ؟ فلاَ يُؤثِّرُ هَذَا الشَّكُّ؛ حتَّى يتيَقَّنَ أنهُ زادَ، ومَا دامَ لم يَتَيَقَّنْ، فَالأصلُ عدَمُ وُجودِ الزِّيادَةِ.


الشرح