الجُمُعَةِ وَالإِمَامُ
يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلاَ
جُمُعَةَ لَهُ» ([1])، وَقالَ: «الَّذِي
يَتَكَلَّمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ كالْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»
([2])؛ بِمعْنى: أنَّه
حَضَر ولَم يَستَفد، فَهُو مِثلُ الحمَار الذِي يَحمِل الكُتبَ وَلم يَستَفد
مِنها.
فَدلَّ هَذا عَلى
عِظَم شَأنِ الخُطبَة مِن قِبل الخَطيبِ، وَمنْ قِبل الحُضورِ، فَإن تَكلَّم
وَالإمَام يَخطُب فَإنَّه يَبطُل ثَوابُه، لا يُؤمَر بِإعَادة الجُمعَة، وَلكِن يَبطُل
ثَوابُه.
وهَذه خَسارَة عَظيمَة
لا يَتنبَّه لَها النَّاس، وَلذَلك أغْلبُهم لا يَحضر، ولا يَجِيء إلاَّ بَعد مَا
يَنتَهي الخَطيبُ، وإنْ جَاء فَإنَّه لا يَنتَبه للخَطيب، ولا يَدرِي مَاذا قَال
الخَطيبُ.
وهَذه صِفةُ
المنَافِقين، قَال اللهُ جل وعلا: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ
عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ﴾ [محمد: 16].
مَا يَدرُون ماذَا
قَالَ الخَطيبُ. فَالواجِب عَلى المُسلِم أنْ يَحضر وَيُنصِت ويَستَمع ويَستَوعبَ
الخُطبَة.
«إِلاَّ لَهُ أَوْ لِمَنْ يُكَلِّمُهُ». أي: لا يَجُوز الكَلام في أثْناء الخُطبَة إلاَّ لِلخَطيب، فَيجُوز للخَطيبِ أن يُكلِّم ويُنبِّه عَلى شَيءٍ حَصل مِن الحُضورِ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1051)، والترمذي رقم (512)، والنسائي رقم (1401)، وأحمد رقم (10128).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد