×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وتَجِب فِي مال صبيٍّ ومجنونٍ فيُخرِجها وليُّهُما. ولا يجوز إِخراجُها إلاَّ بنِيَّة، والأَفضلُ أن يُفرِّقَها بنَفسِه، ويقول عِندَ دَفعِها هو وآخِذُه ما ورد.  

*****

وإنْ كَانَت هَذِه الزَّكاة من الذَّهَب والفِضَّة، فإنَّها «تُصفَح صَفائِحُ وتُحمَى بالنَّارِ» كما فِي الآيَةِ الكَرِيمَة - «فيُكوَى بِهَا جَبِينُه وظَهْرُه، فِي يومٍ كان مِقدارُه خَمسِين ألفَ سَنَة، حتَّى يُقضَى بين العبادِ ويُرى حالَه، إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار» ([1]).

وكَذَلِكَ من عَذابِ الذي يَمنَع زَكاةَ الذَّهَب والفِضَّة، أنه «يُجعَل مَالُه شُجَاعًا أَقْرَعَ - يعني: ثُعبانًا عَظِيمًا مَملُوءًا رَأسُه من السُّمِّ - فَيُطَوَّقُهُ وَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ، ويَلدَغُه فِي هَذِه المُدَّة الطَّويلَة خَمسِين أَلفَ سَنَة» ([2]).

كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ [آل عمران: 180] فقد فسَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الطَّوقَ المَذكُور فِي هَذِه الآيَةِ بما ذَكَر، أنه يُجعَل ثُعبانًا عظيمًا مَملُوءًا بالسُّمِّ يَأخُذ بلِهْزِمَتَيْه، ويَلدَغُه ويُفرِغ فيه السُّمَّ فِي مدَّة خَمسِين ألفَ سَنَة، وهو عَلَى هَذَا العَذابِ، والعِياذُ بالله.

 

«وتَجِب فِي مال صبيٍّ ومَجنون» تَجِب الزَّكاة فِي أَموالِ القُصَّرِ؛ الصبيُّ: وهو الذي لم يبلغ، والمَجنُون: وهو الذي خَالَطَه الجنِّ وأزال عَقلَه، تَجِب فِي ماله؛ لأنَّ الزَّكاة تابِعَة للمال، فتَجِب عَلَى من يَملِك هَذَا المال، دون نظرٍ إلى كَونِه عاقِلاً أو غير عاقِل.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (987).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1338).