يَجِب
صَومُ رَمَضان برُؤيَة هِلالِه.
*****
والصِّيامُ فِي
الشَّرعِ الذي هو تَرْكُ الشَّهَوات من المَآكِلِ والمَشَارِب والاستِمتَاعِ
بالزَّوجاتِ وغَيرِ ذَلِكَ؛ فيه امتِحانٌ للعَبدِ، وفيه يَتغلَّب الإنسان عَلَى
شَهَواته وعلى نَفسِه الأمَّارَة بالسُّوء؛ فإنَّه يَتْرُك أحبَّ شيءٍ إِلَيه،
وربَّما يكون فِي أشدِّ الحاجة إِلَيه، كالأَكلِ والشُّرب وغَيرِ ذَلِكَ من
الأُمورِ التي يَتْرُكُها ونَفسُه تُحِبُّها وتَمِيل إِلَيها، أو هو محتاجٌ
إِلَيها فيَتْرُكُها طاعةً لله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى فِي الحديث
القدسي: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَتْرُكُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ
وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ،
وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ
اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([1]).
فالصَّائم حَصَل
عَلَى هَذِه المِيزَاتِ، كَذَلِكَ الصِّيامُ حَصَل عَلَى هَذِه المِيزَاتِ من
بَينِ سائِرِ الأَعمالِ، بما يختصُّ به الصِّيامُ من الأَسرارِ العَظِيمَة التي
أجلُّها وأَعظَمُها خَوفُ الله سبحانه وتعالى، وتقديمُ طاعَتِه عَلَى طاعَةِ
النَّفسِ والهَوَى.
«يَجِب صَومُ رَمَضان» هَذَا هو الصَّومُ الواجِبُ بأَصلِ الشَّرعِ، ليس هُنالِكَ صَومٌ يَجِب بأَصلِ الشَّرعِ إلاَّ شَهر رَمَضان، وذلك لقَولِه تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183] ومعنى كَتَب: فَرَض، ثم قال تَعالَى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ
([1])أخرجه: البخاري رقم (1805)، ومسلم رقم (1151).
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد