وهُو
فَرْضُ كِفايَةٍ.
*****
وقال آخر:
وما هو إلاَّ
لوَحْيٌ أو حدُّ مُرهفِ يُقيمُ ضِباهُ أخدعي كلّ مائلِ
فهذا شفاءٌ للقُلوبِ
منَ العَمى وهذا
شِفاءُ العِيِّ من كلِّ جاهلِ
وأبْلَغُ من هذا
وذاكَ قوْلُ اللهِ تَعالى: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ
ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا
ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن
يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ﴾ [الحديد: 25] فالكتابُ
والمِيزانُ لمَن يُريدُ الحقَّ ويَقبَلُ الهُدَى، والحَديدُ لمن عانَدَ وكابَرَ.
فالإسلامُ دِينُ
قُوَّةٍ، ودِينُ عزَّةٍ، ودِينُ جِهادٍ، والحَمدُ للهِ، وهوَ جِهادٌ بالحَقِّ
وللحَقِّ، ما هو جِهادٌ للبَغْيِ والتَّسلُّطِ وإِذلالِ النَّاسِ، بل هوَ جِهادٌ
للعِزِّ لإِعزازِ النَّاسِ ورِفْعَتِهم وإخراجِهم منَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ.
«وهُوَ فَرْضُ
كِفايَةٍ» الجِهادُ الأصلُ فيهِ أنَّه فَرْضُ كِفايَةٍ ([1])، يعني: واجِب
كِفايَة.
وفرْضُ الكِفايَةِ هو: ما إذا قامَ به مَن يَكْفي سَقَطَ الإِثْمُ عنِ البَاقينَ، وبَقِيَ في حقِّهِم سُنَّةُ؛ لأنَّ المَقصودَ وُجودُ هذا الحُكْمِ دونَ نَظرٍ إلى مَن يَقومُ به. فإذا وُجِدَ فإنَّه حصلَ المَقصودُ، هذا مَعْنى فرْضِ الكِفايَةِ، فإذا وُجِدَ مَن يَقومُ بالجهادِ في سَبيلِ اللهِ علَى الوجْهِ المَطلوبِ سقَطَ الإِثْمُ عنِ الأُمَّةِ، واكْتَفَى بهَؤلاءِ الَّذينَ قامُوا به، ويَبْقَى في حقِّ الباقينَ سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ وسُنَّةٌ منْ أفضَلِ الأعمالِ.
([1])انظر: «المغني» (13/ 6).
الصفحة 4 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد