«مَعَهَا»: أي الكلمة التي
ألقاها.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن تعظيم
الملائكة لكلام الله وما يعتريهم من الخوف وتساؤلِهم عمَّا قال ربُّهم وإجابةِ
بعضهم لبعضٍ. وما تعلمه الشَّياطين الذين يخْتَطِفُون كلامَ الملائكة في ذلك
لتُلْقِيَه إِلى السَّحَرة والكُهَّان من النَّاس وما تُلاقيه الشَّياطين من
الرَّمْي بالشُّهب حينئذٍ، وأنَّه قد يتمكن الشَّيطان من إيصال الكلمة المسموعةِ
من الملائكة إِلى السَّاحر أو الكاهن - لحكمة يعلمها الله وإلاَّ فهو سبحانه لا
يفوته شيء - فيُزاد مع تلك الكلمة من قِبَل الشَّيطان أو الآدميِّ تسعٌ وتسعون
كذْبَةً وتُذاع كلُّها في النَّاس فيصدِّقونها كلَّها بسبب تلك الكلمة المسموعةِ.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه الرَّدَّ على المشركين، فإنَّه إذا كان هذَا حال الملائكة عند
سماع كلام الله مع ما أعطاهم الله من القُوَّة عُلِم أنَّه لا يجوز صرف شيءٍ من
العبَادة لهم فكيف بمن دونِهم.
ما يُستفاد من
الحديث:
1- الرَّدُّ على
المشركين الذين يعبُدون الملائكة والأنبياءَ والصَّالحين. 2- تعظيمُ الله سبحانه
وأنَّه المُستحِقُّ للعبَادة وحْدَه لا شريك له.
3- إثباتُ عُلُوِّ
الله على خلْقه وإثبات تكلُّمه بكلام يُسمع.
4- إبطالُ السِّحْر
والكَهانة وإن صدق الكاهن والسَّاحر في بعض الأحيان.
5- أنَّ العبرة بالغالب الكثيرِ لا بالنَّادر القليلِ.