وقَوْلِه تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن
دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ الآيتين.
****
الله لهم أن يشفعوا
فيمن يشاء الشَّفاعة له من عباده، وكان المشفوع فيه ممَّن رَضِيَ الله قولَه
وعمَلَه بأن يكون سالمًا من الشِّرْك قليلِه وكثيرِه، وإذا كان هذَا في حقِّ
الملائكة فغيرهم من باب أَوْلَى.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ فيها الرَّدُّ على المُشركين الذين يطلبون الشَّفاعة من الملائكة
وغيرِهم من المخلوقين.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- الرَّدُّ على
المُشركين الذين يتقرَّبون إِلى المخلوقين يطلبون منهم الشَّفاعة.
2- أنَّ الشَّفاعة
مِلْكٌ لله وحْدَه لا تُطلَب إلاَّ منه.
3- أنَّ
الشَّفاعة لا تنفع إلاَّ بشرطين:
الشَّرْط الأوَّلُ: إذْنُ الرَّبِّ
للشَّافع أن يشفع.
الشَّرْط الثَّاني: رِضاه عن المشفوع
فيه بأن يكون من أهل التَّوحيد والإخلاصِ.
تمام الآْيتين: قَوْلُه تعالى: ﴿قُلِ
ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ * وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ
حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ
قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [سبأ: 22- 23].
﴿قُلِ﴾: أيْ: للمُشركين.
﴿زَعَمۡتُم﴾: أي: زعمتموهم آلهةً.