«أَتَرْغَبُ؟»: أتترُك؟
«مِلَّةِ عَبْدِ
المُطَّلِبِ»: هي الشِّرْك وعبَادة الأَصنَام، ذكَّره بحُجَّة المُشركين: ﴿إِنَّا وَجَدۡنَآ
ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ [الزخرف: 22].
«فَأعَادَ عَلَيهِ
النَّبِيُّ»: أيْ: أعاد عليه مقالتَه وهي قولُه: يا عَمِّ قُلْ: لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ.
«وَأَعَادَا
عَلَيهِ»: أيْ: أعاد عليه أبو جهل وعبدُ الله مقالتَهما وهي: «أَتَرْغَبُ عن
مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِب»؟
«هُوَ عَلَى مِلَّةِ
عَبْدِ المُطَّلِبِ»: استبدل الرَّاوي بضمير المُتكلِّم ضميرَ الغائب
استقباحًا للفظ المذكورِ.
«وَأَبَى أَنْ
يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»: هذَا تأكيدٌ لِمَا قبله.
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ﴾: أيْ: ما ينبغي، وهو خبرٌ بمعنى النَّهْي.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: كان أبو طالب يحمي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم من أذى قومه، وفَعَل مِن حمايته ما لم يفعله غيرُه مِن النَّاس، فكان صلى الله عليه وسلم حريصًا على هدايته، ومِن ذلك أنَّه عاده لمَّا مَرِض فجاءه وهو في سياق الموت وعرض عليه الإِسْلام؛ ليكون خاتمة حياته؛ ليحصل له بذلك الفوز والسعادةُ، وطلب منه أنْ يقول كلمةَ التَّوحيد، وعرض عليه المُشركون أن يبقى على دِين آبائه الذي هو الشِّرْك؛ لعِلْمِهم بما تدُلُّ عليه هذِه الكلمة من نفْي الشِّرْك وإخلاص العبَادة لله وحْدَه، وأعاد النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طلبَ التَّلفُّظ بالشَّهادة مِنْ عَمِّه، وأعاد المُشركون المُعارضةَ وصاروا سببًا لصدِّه عن الحقِّ وموتِه على الشِّرْك.