«حتَّى إِذَا
هَلَكَ أُولَئِكَ»: أيْ: الذين نصبوها ليتذكَّروا برؤيتها أفعالَ أصحابها
فينشطوا على العبَادة.
«ونُسِيَ العِلْمُ»: أيْ: زالت المعرفة
وغلب الجُهَّال الذين لا يُمَيِّزُون بين الشِّرْك والتَّوحيد.
«عُبِدَتْ»: أيْ: تلك
الأَصنَام لمَّا قال لهم الشَّيطان: إنَّ آباءَكم كانوا يعبُدونها.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلأَْثَر:
يُفسِّر ابنُ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما هذِه الآيةَ الكريمةَ بأنَّ هذِه الآلهةَ التي ذَكَر الله
أنَّ قومَ نوحٍ تواصَوْا بالاستمرار على عبادتها بعدما نهاهم نَبِيُّهم نُوحٌ عليه
السلام عن الشِّرْك بالله أنَّها في الأصل أسماءُ رجالٍ صالحين منهم، غَلَوْا فيهم
بتسويلِ الشَّيطان لهم حتَّى نصبوا صُوَرَهُمْ، فآل الأمْر بهذِه الصُّوَرِ إِلى
أن صارت أَصنَاما تُعْبَدُ من دون الله.
وما ذَكَره ابنُ
القَيِّمِ هو بمعنى ما ذَكَره البُخَارِيُّ، إلاَّ أنَّه ذَكَر أنَّ عُكوفَهم على
قُبورهم كان قبل تصويرهم، فهو يُضيف إِلى ما سبق أنَّ العُكوف على القُبور سببٌ
لعبادتها أيضًا.
مُناسَبة الأَْثَر
لِلْباب: أنَّه يدُلُّ على أنَّ الغُلُوَّ في الصَّالحين سببٌ لعبادتهم مِنْ دون
الله.
ما يُستفاد من
الأَْثَر:
1- أنَّ الغُلُوَّ
في الصَّالحين سببٌ لعبادتهم من دون الله وترْكِ الدِّين
بالكُلِّيَّة.