وعن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ:
أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو فَنَهَاهُ فَقَالَ ألا
أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلا بُيُوتَكُمْ
قُبُورًا فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا - أوْ حَيْثُ - كُنْتُمْ»
رواه في المُختارة.
****
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه حَسْمًا لمادة الشِّرْك، وسدًا للطُّرُق المُوصِلة إليه؛ حيث
أفاد أنَّ القبور لا يُصلَّى عندها، ونهى عن الاجتماع عند قبره واعتياد المجيء
إليه؛ لأنَّ ذلك مما يُوصِّل إِلى الشِّرْك.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- سدُّ الطرُقِ
المُفْضِيةِ إِلى الشِّرْك مِن الصَّلاة عند القبور والغُلُوِّ في قبره صلى الله
عليه وسلم بأن يُجعَلَ محلَّ اجتماعٍ وارتيادٍ تُرَتَّب له زياراتٌ مخصوصةٌ.
2- مشروعيَّةُ
الصَّلاةُ والسَّلامُ عليه في جميع أنحاء الأرض.
3- أنَّه لا مزية
للقرب مِن قبره صلى الله عليه وسلم.
4- المنعُ مِن السَّفر
لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم.
5- حمايتُهُ صلى
الله عليه وسلم جَنابَ التَّوحيد.
ترجمة عَلِيِّ بنِ
الحُسَين: هو: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
المعروفُ بزَيْن العَابِدِين، أفضلُ التَّابعين، مات سنة 93هـ.
«فُرْجَة»: أيْ: فتحةٌ في
الجِدار.
«المُخْتارَة»: اسمُ كتابٍ يشتمل على الأحاديث الجِيادِ الزائدةِ على الصَّحيحَين، لمُؤلِّفِه ضياءِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِّيُّ رحمه الله.