﴿بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ﴾: عادتُكم الإسرافُ
في العصيان فمِنْ ثَمَّ جاءكم الشُّؤْم. والسَّرَف: الفساد، وهو مجاوزةُ الحدِّ في
مخالفة الحقِّ.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْيتَين:
الآية الأُولى: لمَّا كان قومُ
فِرْعَونَ إذا أصابهم غلاءٌ وقحْطٌ قالوا: هذَا أصابنا بسبب مُوسَى وأصحابِه
وبشُؤْمهم، رَدَّ اللهُ تعالى عليهم بأنَّ ما أصابهم مِن ذلك إنَّما هو بقضائه
وقدَرِه عليهم بكُفْرهم، ثُمَّ وَصَف أكثرهم بالجهالة وعَدَمِ العلْم، ولو فهِموا
وعقِلوا لعلموا أنَّ مُوسَى ما جاء إلاَّ بالخير والبركةِ والفلاحِ لمن آمن به
واتَّبعه.
الآيةِ الثَّانيةِ: أنَّ الله - سبحانه
- رَدَّ على مَنْ كذَّب الرُسُلَ فأصيب بالبلاء ثُمَّ ادَّعى أنَّ سببه جاء من
قِبَل الرُّسُل وبسببهم فبيَّن الله - سبحانه - أنَّ سبب هذَا البلاءِ من قِبَلِ
أنفسهم، وبسبب أفعالهم وكُفْرهم، لا مِنْ قِبَل الرُّسُل كما ادَّعوا، وكان
اللاَّئق بهم أن يقبلوا قولَ النَّاصحين ليسلموا مِنْ هذَا البلاءِ؛ لكنَّهم قومٌ
متمادون في المعاصي فمِنْ ثَمَّ جاءهم الشُّؤْم والبلاءُ.
مُناسَبة الآْيتين
لِلْباب: أنَّ الله ذَكَر أنَّ التَّطيُّر مِنْ عمل الجاهلية والمشركين، وقد
ذمَّهُم الله - تعالى - ومَقَتَهُم.
ما يُستفاد من
الآْيتين:
1- أنَّ التَّطيُّرَ
من عمل الجاهليَّة والمشركين.
2- إثباتُ القضاءِ
والقَدَر والإيمانُ بهما.
3- أنَّ المصائبَ
بسبب المعاصي والسيئاتِ.
****