وعن أَبِي مُوسَى
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَقَاطِعُ الرَّحِمِ وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ»([1])رواه أَحْمَدُ
وابنُ حِبَّانَ في صحيحه.
****
ترجمة أَبِي مُوسَى:
هو أَبُو مُوسَى الأشعريُّ عَبْدُ اللهِ بنِ قَيْسٍ، صحابيٌ جليلٌ مشهورٌ،
مات بالكوفة سنة 50 هـ.
«لاَ يَدْخُلُونَ
الجَنَّةَ»: هذَا مِن نصوص الوعيد التي تُمَرُّ كما جاءت.
«مُدْمِنُ الخَمْر»: المُداومُ على
شُرْبها حتَّى مات ولم يَتُب.
«قَاطِعُ الرَّحِم»: أيْ: الذي لا يقوم
بواجب القَرابة.
«ومُصَدِّقٌ
بالسِّحْر»: الذي مِن أنواعه التَّنجيم، كما مرَّ في الحديث: «مَنْ اقْتَبَسَ
شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ، فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ».
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم على وجه التَّحذير أنَّ ثلاثةً
مِن العُصاة لا يدخلون الجَنَّة:
الأوَّل: المُداوِمُ على
شُرْب المُسكر مِن أيِّ شيءٍ كان.
الثَّاني: الذي لا يقومُ
بواجب القَرابة التي أَمَر الله بصِلتها.
الثَّالث: مُصدِّقٌ
بالسِّحْرِ الذي يجمع أنواعًا كثيرةً وأشكالاً مُتعدِّدةً، ومنها التَّنجيم.
مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّ فيه وعيدَ مُصدِّقٍ بالسِّحْر، ومنه التَّنجيم الذي هو موضوع الباب.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (19569)، وابن حبان رقم (5346)، والحاكم رقم (7234).