ولهُمَا عنه قالَ: قالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ
حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ
يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ،
كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ».
وفي روايةٍ: «لاَ يَجِدُ أَحَدٌ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى...»([1]) إِلى آخره.
****
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- وجوبُ محبَّةِ
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وتقديمِها على محبَّة كلِّ مخلوقٍ.
2- أنَّ الأعمال مِن
الإيمان؛ لأنَّ المحبَّةَ عملُ قلبٍ وقد نُفِيَ الإيمانُ عمَّنْ لم يكن الرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه ممَّا ذُكِر.
3- أنَّ نَفْي الإيمان
لا يدُلُّ على الخروج مِن الإِسْلام.
4- أنَّ الإيمان
الصَّادقَ لا بُدَّ أن يظهر أثرُهُ على صاحبه.
«ولهُمَا عنه»: أيْ:
وللبُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ عن أَنَسٍ.
«ثَلاَثٌ مَن كُنَّ
فِيهِ»: أيْ: ثلاثُ خِصَالٍ مَن وُجِدْنَ فيه. وجاز الابتداء بثلاث وإن كانت
نكرةً؛ لأنَّها على نيَّة الإضافة.
«وَجَدَ بِهِنَّ
حَلاَوَةَ الإِْيْمَانِ»: لِمَا يحصل له مِن لذَّة القلب ونعيمِه وسُرُورِه.
«أحَبَّ إِلَيهِ»: منصوبٌ على أنَّه
خبرُ يَكُونَ.
«مِمَّا سِواهُما»: ممَّا يُحِبُّه الإِنسَان بطبعه كالولد والأزواجِ ونحوِ ذلك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).