×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

 ﴿وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ: الخَشْيَةُ هي: المخافة والهيبةُ، والمراد بالخشْية هنا: أي خَشْية التَّعظيم والعبَادة والطَّاعةِ، أمَّا الخَشْية الجِبِلِّيَّةُ كخشْية المحاذير الدُّنْيَوِيَّةِ فلا يكاد أحدٌ يَسلَم منها. وينبغي أن يخشى في ذلك كلِّه قضاءَ الله وتصريفَه.

﴿فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ: المُتَّصفون بهذِه الصِّفات.

﴿أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ: أيْ: أُولئك هم المهتدون. وكلُّ «عسى» مِن الله فهي واجبةٌ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْية: لمَّا نفى - تعالى - عمارةَ المساجد المعنويَّةَ بالعبَادة عن المشركين في الآية التي قبلها أثْبَتَ في هذِه الآيةِ عمارتَها بالعبَادة للمؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم، وعمِلوا بجوارحهم، وداوموا على إقام الصَّلاة بأركانها وواجباتِها وسُننِها، وأعطوا الزَّكاةَ مستحقِّيها، وأخلصوا لله الخشْيةَ، وهي المخافة والهيبةُ.

مُناسَبة الآْية لِلْباب: أنَّ فيها وجوبَ إخلاص الخشْية - أي: الخوف والهيبة التي هي أساسُ العبَادة - لله وحْدَه.

ما يُستفاد من الآْية:

1- وجوبُ إخلاص الخشْية لله وحْدَه.

2- أنَّ الشِّرْكَ لا ينفع معه عملٌ.

3- أنَّ عمارةَ المساجد إنَّما تكون بالطَّاعة والعملِ الصالحِ، لا بمُجرَّد البناء.

4- الحَثُّ على عمارة المساجد حسِّيًّا ومعنويًا.


الشرح