×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

«وإِنْ شَفَعَ»: أيْ: ألجأتْه الحالُ إِلى أن يتوسَّط في أمْرٍ يُحبُّه الله ورسولُه من قضاء حوائج النَّاس.

«لَمْ يُشَفَّعْ»: بفتح الفاء المُشدَّدة أيْ: لم تُقبَل شفاعتُه عند الأُمراء ونحوِهم.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُصوِّر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في هذَا الحديثِ حالةَ رَجُلَين: أحدِهما مِن طُلاَّب الدُّنْيا، والآخرِ مِن طُلاَّب الآخرة؛ فطالبُ الدُّنْيا صارَ عبدًا لها؛ يرضَى لها ويسخَطُ لها، وذَكَر في حقِّ هذَا ما هو دُعاءٌ بلفظ الخبر: «تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» أي: إذا أصابه شرٌّ لم يخرج منه ولم يُفلح؛ فلا نال المطلوب ولا خَلُصَ مِن المرهوب، وصار عبدًا لما يهواه من شَهواته؛ لا صلة له بربِّه يُخلِّصه بسببها ممَّا وقع فيه. ثُمَّ بيَّن صلى الله عليه وسلم حالَ عبدِ اللهِ الصَّادقِ الساعي في مَراضِيه، المبتعدِ عن مَساخِطِه، الصَّابرِ على مشقَّة النَّصَب والتَّعَب، وأنَّه لم يتفرَّغ للتَّرَف ونيلِ الملذَّات، ولم يتظاهر أمام النَّاس حتَّى يُعرَف لديهم ويكون ذا جاهٍ عندهم؛ لأنَّه لم يُرِدْ بعمله الدُّنْيا ونيْلَ الجاه، بل أراد به وجهَ الله والدَّارَ الآخرة؛ فجزاؤه أنَّ له الجَنَّةَ أو شجرةً فيها.

مُناسَبة ذِكْر الحديث في الْباب: أنَّ فيه ذمَّ العملِ لأجْل الدُّنْيا، ومَدْحَ العمل لأجْل الآخرة.

ما يُستفاد من الْحديث:

1- ذمُّ العمل لأجْل الدُّنْيا، ومَدْحُ العمل لأجْل الآخرة.

2- فضلُ التَّواضع.


الشرح