عن عَدِيِ بنِ
حَاتِمٍ رضي الله عنه أنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ هذِه
الآيةَ: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 31]، قَالَ:
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ؟ فَقَالَ: «أَلَيْسَ
يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ، وُيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ
اللَّهُ فَتُحِلُّونَهُ؟» فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «تِلْكَ عِبَادَتُهُمْ»([1]). رواه أَحْمَدُ
والتِّرْمِذِيُّ وحسَّنه.
****
التَّراجم:
عَدِيٌ: هو عَدِيُ بنُ
حَاتِمٍ الطَّائيُّ، صحابيٌّ شهيرٌ حَسَنُ الإِسْلام، مات سنة 68هـ وله 120 سنة
رضي الله عنه.
﴿ٱتَّخَذُوٓاْ﴾: جعلوا.
﴿أَحۡبَارَهُمۡ﴾: علماءَ اليَهُودِ.
﴿وَرُهۡبَٰنَهُمۡ﴾: عُبَّادَ النَّصَارَى.
﴿أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾: حيث اتَّبعوهم في تحليل ما
حرَّم الله وتحريم ما أحلَّ.
«لَسْنَا
نَعْبُدُهُمْ»: ظنَّ أنَّ العبَادة يُراد بها التَّقرُّبُ إليهم بالسُّجُود ونحوِه فقط.
«ألَيْسَ يُحَرِّمُونَ...
إلخ»: بيانٌ لمعنى اتِّخاذهم أرْبَابًا.
المَعْنى الإْجْماليُّ: حينما سَمِعَ هذَا الصَّحابيُّ الجليلُ تلاوةَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لهذِه الآيةِ التي فيها الإخبارُ عن اليَهُودِ والنَّصَارَى بأنَّهم جعلوا علماءهم وعُبَّادَهم آلهةً لهم يُشَرِّعُون لهم ما يُخالف تشريعَ الله فيُطيعونهم في ذلك استشكل معناها؛ لأنَّه يظُنُّ أنَّ العبَادة مقصورةٌ على
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3104)، والطبراني في «الكبير» رقم (218).