وقولِه: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ
إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 11].
****
5- التَّحذيرُ مِن كيد الشَّيطان وصَدِّه
الإِنسَان عن الحقِّ.
6- أنَّ مَن دُعِيَ
إِلى التَّحاكم إِلى ما أنزل الله، وجب عليه الإجابةُ والقَبولُ، فإن أعرض فهو
مُنافقٌ.
7- أنَّ دعوَى قصد
الإصلاح ليست بعُذْرٍ في الحُكْم بغير ما أنزل الله.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ﴾: أي: للمنافقين.
﴿لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾: أيْ: بالكفر
وغيرِه مِن أنواع المعاصي.
﴿إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ﴾: وليس ما نحن فيه
بفسادٍ.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: أنَّ الله سبحانه وتعالى يذكر من صفات المنافقين
أنَّهم إذا نُهُوا عن ارتكاب المعاصي التي تُسبِّب الفسادَ في الأرض بحلول
العقوبات، وأُمِرُوا بالطَّاعة التي فيها صلاحُ الأرض، أجابوا: بأنَّ شأنَنا
الإصلاحُ؛ لأنَّهم تصوَّروا الفسادَ بصُورة الصَّلاح لِمَا في قلوبهم من المرض.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ مَن دعا إِلى التَّحاكم إِلى غير ما أنزل الله، أو دعا إِلى
المعاصي، فقد أتى بأعظم الفساد في الأرض.
ما يُستفاد منها:
1- التَّحذيرُ مِن
تحكيم النُّظُم والقوانين المُخالفةِ للشَّريعة، وإنْ ادَّعى أصحابها أن قصدَهم
الإصلاحُ.
2- أنَّ دعوَى الإصلاح ليست بعُذْرٍ في ترك ما أنزل الله.