ولابن ماجَهْ عن
الطُّفَيْلِ أخي عَائِشَةَ لأُمِّها، قال: «رَأَيْتُ كَأَنِّي أَتَيْتُ عَلَى
نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ لَأَنْتُمِ الْقَوْمُ لَوْلاَ
أَنَّكُمْ تَقُولُونَ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ؟ قَالُوا: وَإِنَّكُمْ لَأَنْتُمِ
الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ،
ثُمَّ مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ النَّصَارَى فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ لَأَنْتُمِ
الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، قَالُوا:
وَإِنَّكُمْ لَأَنْتُمِ الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ،
وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخْبَرْتُ بِهَا مَنْ أَخْبَرْتُ، ثُمَّ
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ هَلْ أَخْبَرْتَ
بِهَا أَحَدًا قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ
قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ طُفَيْلاً رَأَى رُؤْيَا وَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ
أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ قُلْتُمْ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِي كَذَا
وَكَذَا، أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا فَلاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ
مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ»([1])
*****.
التَّراجم: الطُّفَيْل هو:
الطُّفَيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ سَخْبَرةَ الأزْدِيُّ، صحابيٌّ
رضي الله عنه، وليس له إلاَّ هذَا الحديث.
«عَلَى نَفَرٍ»: النَّفَرُ: رهْطُ
الإِنسَان وعشيرتُه، اسمُ جمْعٍ يقعُ على الرِّجال خاصَّة.
«لَأنتُمُ القَومُ»: أيْ: نِعمَ القومُ
أنتُمْ.
«لَولاَ أنَّكُم تَقُولُون عُزَيرٌ ابنُ اللهِ»: أيْ: لولا ما أنتم عليه من الشِّرْك بنِسْبة الولد إِلى الله، وهذَا لأنَّ عُزَيْرًا كان يحفظُ التَّوراةَ عن ظهْرِ قلبٍ، فقالوا فيه هذِه المقالة، وقيل لأنَّه نبيٌ.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2118)، وأحمد رقم (20694)، والطبراني في «الكبير» رقم (8214).