في الصَّحيح عن
أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:
«احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزَنَّ، وَإِنْ
أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا،
وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ
الشَّيْطَانِ»([1]).
****
ما يُستفاد من الآْية:
1- التَّحذيرُ مِن
قول: «لو» على وجه المعارضة للقدَر والتَّأسُّفِ على المصائب.
2- أنَّ مقتضى
الإيمان الاستسلامُ للقضاء والقَدَرِ، وأنَّ عدمَ الاستسلام له مِن صفات
المنافقين.
3- مشروعيَّةُ
مجادلةِ المنافقين وغيرِهِم مِن أهل الباطل؛ لإبطال شُبَهِهِم ودَحْضِ أباطِيلهم.
«في الصَّحيح»: أيْ: في صحيح
مُسْلِمٍ.
«احْرِصْ»: الحِرْص هو: بذْلُ
الجُهْد واستفراغُ الوُسْع.
«عَلَى ما
يَنْفَعُك»: يعني: في معاشِك ومعادِك.
«واسْتَعِن بالله»: أيْ: الإعانة في
جميع أمورك مِن الله لا مِن غيرِه.
«ولا تَعْجَزَنَّ»: بكسر الجيم
وفتحها: أي: لا تُفرِّط في طَلَب ما ينفعك مُتَّكِلاً على القَدَر، ومستسلمًا
للعجز والكسلِ.
«وإنْ أصَابَكَ شيءٌ»: أيْ: وإنْ غَلَبكَ أمْرٌ ولم يحصل المقصود بعد بذْل الجُهْد والاستطاعةِ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).