﴿يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم﴾: أيْ: مِن الإنكار والتَّكذيبِ.
﴿مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ﴾: أيْ: غير الذي يُظهِرُون
لك مِن الإيمان وطَلَبِ الاسترشاد.
وبقيَّة المفْرداتِ
تقدَّم شرحُها في باب: ما جاء في اللَّوْ.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: يُخبِر تعالى عمَّا حصل مِن المُنافقين يومَ أُحُدٍ
أنَّهم ظنُّوا بالله الظَّنَّ الباطل، وأنَّه لا ينصرُ رَسُولَه، وأنَّ أمْره
سيضْمَحِلُّ، وأنَّ الأمْرَ لو كان إليهم وكان الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
وأصحابه تبعًا لهم يسمعون منهم لَمَا أصابهم القتْلُ، ولَكَان النَّصْر والظَّفَرُ
لهم؛ فأكْذَبَهُمُ اللهُ عز وجل في هذَا الظَّنِّ، وبَيَّن أنَّه لا يكون ولا يحدث
إلاَّ ما سبق به قضاؤُهُ وقدَرُهُ وجرَى به كتابُهُ السَّابقُ، وأنَّه لا رادَّ
لقضائه.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- أنَّ مَن ظَنَّ
أن الله يُديل الباطلَ على الحقِّ إدالةً مستمرَّةً يضمحلُّ معها الحقُّ اضمحلالاً
لا يقوم بعده، فقد ظَنَّ بالله غيرَ الحقِّ ظَنَّ الجاهليَّة.
2- إثباتُ الحِكْمةِ
فيما يُجريه اللهُ مِن ظهور الباطل أحيانًا.
3- بيانُ خُبْثِ
طويَّة المنافقين، وأنَّهم عند الشدائد يَظهر ما عندهم من النِّفاق.
4- إثباتُ القضاءِ
والقدَر.
5- وجوبُ تنزيهِ
الله عمَّا لا يليق به سبحانه.
6- وجوبُ حُسْنِ
الظَّنِّ بالله تعالى.
***