«كُلَيْبَة»: تصغير كلْبَة، وهي
هنا: التي تُتَّخَذُ لحِفْظ المَواشي وغيرِها.
«اللُّصُوص»: جمع لصٍّ وهم:
السُّرَّاق.
«البطّ»: جمع بطَّةٍ، وهي
من طيور الماء تُتَّخذ في البيوت، فإذا دخلها غيرُ أهلها استنكرتْه وصاحتْ.
«لاَ تَجْعلْ فيها
فُلانًا»: أي: لا تجعلْه في مقالتك فتقول: لولا الله وفُلان، بل قل: لولا الله
وحْدَه.
«هذَا كلُّه به
شِرْكٌ»: أيْ: هذِه الألفاظ المذكورةُ وما شابهها شِرْكٌ بالله، أي: شِرْكٌ أصغر.
المَعْنى
الإجْماليُّ لِلآْية: أنَّ الله - تَبَارَكَ وتَعَالَى - ينهى النَّاس أنْ
يتَّخذوا له أمثالاً ونُظَرَاءَ يصرفون لهم شيئًا من عبادته؛ وهم يعلمون أنَّ الله
وحْدَهُ الخالقُ الرزَّاقُ؛ وأنَّ هذِه الأندادَ عاجزةٌ فقيرةٌ ليس لها مِن الأمْر
شيءٌ. وما ذكَره ابنُ عَبَّاسٍ أمْثلةً لاتِّخاذ الأنداد؛ لأنَّ لفظ الآية يشملها
وإنْ كانت شِرْكًا أصغرَ، والآية نازلةٌ في الشِّرْك الأكبرِ؛ فالسَّلَف يستدلُّون
بما نزل في الشِّرْك الأكبرِ على الشِّرْك الأصغرِ.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- التَّحذيرُ مِن
الشِّرْك في العبَادة.
2- أنَّ المشركين
مُقِرُّونَ بتوحيد الرُّبُوبِيَّة.
3- أنَّ الشِّرْكَ
الأصغرَ خفيٌّ جِدًا وقلَّ مَن يتنبَّهُ له.
4- وجوبُ تجنُّبِ الألفاظ الشِّركِيَّة ولو لم يقصدها الإِنسَان بقلبه.