باب من
الشرك النذر لغير الله
وقول الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ﴾ [الإنسان: 7].
****
قال الشيخ رحمه الله: «باب من الشرك النذر لغير
الله» النذر في اللغة: التزام فعل الشيء. وفي الشرع: التزام مكلَّف فعل طاعة لم
تجب عليه بأصل الشرع. وهذا منهيٌّ عنه؛ لما فيه من إحراج الإنسان لنفسه، وتحميلها
شيئًا قد يشق عليها، وكان قبل أن ينذر في سعة من أمره؛ إن شاء فعل هذه الطاعة
المستحبة، وإن شاء لم يفعلها، فلمَّا نذر فِعْلها لزمَتْه.
والدليل على أن
عبادة: أن الله - سبحانه - ذكر أن من صفات الأبرار: أنهم ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ﴾، وأمر بالوفاء به بقوله: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ﴾ [الحج: 29]، وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ» ([1]).
وإذا كان كذلك فهو من أنواع العبادة؛ لأن العبادة كما عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية: «اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة»، فكل أنواع الطاعات التي أمر الله بها، أو أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم عبادة، فمن صرف شيئًا من هذه الأنواع لغير الله صار مشركًا الشرك الأكبر الذي يُخرجه من المِلَّة.
الصفحة 1 / 619