وكره
قتادة تعلّم منازل القمر. ولم يرخِّص ابن عيينة فيه. ذكره حربٌ عنهما.
****
أحد، أو حياةِ أحد، أو توفيقٍ في أمر، أو
انخذالٍ في أمر؛ فهذا كلُّه من التقوُّل والتطاوُل، والخَرْص والتخمين، وادّعاءٍ
لعلم الغيب الذي ما أنزل الله به من سلطان.
والنجوم لا تدلُّ
على هذا لأنها لم تُخلق لهذا، وإنما هذا يرجع إلى علاَّم الغيوب سبحانه وتعالى.
فمن تأوّل فيها -
يعني: اعتقد فيها - غير ذلك من هذه الأمور الثلاثة التي دلّ عليها كتاب الله؛ فقد
أخطأ.
«وَأَضَاعَ
نَصِيبَهُ» يعني: من الدِّين، وهذا يقتضي أنه يَكفُر.
«وَتَكَلَّفَ مَا
لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ»؛ لأن هذه خَرْصٌ وتخمين وحَدْسٌ وظنٌّ لا يُغني من الحق
شيئًا أبدًا.
وقوله: «انْتَهَى»
يعني: كلام قتادة.
وقوله: «وَكَرِهَ
قَتَادَةُ تَعَلُّمَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ ابْنُ عُيَيْنَةَ -
فِيهِ» يعني: سفيان بن عيينة، الإمام الجليل، المحدِّث المشهور.
ومنازل القمر المراد بها: المنازل التي ينزلها في الشهر، وهي ثمانية وعشرون منزلة؛ أربع عشرة منزلة يمانية، وأربع عشرة منزلة شامية، ينزل في كل ليلة منزلة، وعلامة هذه المنزلة نجمٌ من النجوم المعروفة يقطعها القمر في شهر، بينما تقطعها الشمس في سنة.