×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وفي حديث أبي هريرة: أنَّ القائلَ رجلٌ عابِدٌ. قال أبو هريرة: تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.

****

 

قال جل وعلا للذي تألى عليه سبحانه: «أَحْبَطْتُّ عَمَلَكَ» أي: أبطلته. فهذه الكلمة أبطلت عمله.

ففيه: خطر اللِّسان، ولهذا قال أبو هريرة رضي الله عنه: «تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ» يعني: أهلكت دنياه وآخرته.

فهذا الحديث فيه مسائل:

المسألة الأولى: فيه تحريم الإقسام على الله إذا كان على وجه الحجْر على الله سبحانه وتعالى أن لا يفعل بعباده خيرًا، وأنّه مخلٌّ بالتّوحيد.

المسألة الثانية: فيه خطرُ اللِّسان، وأنَّه قد يزلُّ في كلمة تُهلك العبدَ في الدنيا والآخرة، فكيف بالذي يتكلَّم بكلام كثير مِن سَخَطِ الله؟ ماذا تكون حالته وعاقبته - والعياذ بالله - كم يتكلمُّ الإنسان من الكلام الذي عليه لا له، فلنتحفَّظ من ألسنتنا.

المسألة الثالثة: فيه ما أشار إليه المصنِّف: أنَّ الجنة أقرب إلى أحدنا من شِراك نعله وأنَّ النار مثل ذلك.

المسألة الرابعة: في الحديث دليلٌ على تحريم إعجاب الإنسان بنفسه واحتقاره للآخرين.

المسألة الخامسة: في الحديث دليلٌ على وجوب التحفُّظ عند إنكار المنكر من الكلام الذي يكون وبَالاً على صاحبه؛ لأنَّ بعض النَّاس عند إنكاره المنكر قد تحمله الغَيْرة فيتكلَّم على العُصاة والمخالفين بكلام لا يليق، فيكون إثم ذلك عليه ووبالُه عليه، ففيه: أنَّ الإنسان ينكر المنكر


الشرح