ثُمَّ
قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ!، أَتَدْرِي مَا اللهُ؟! إِنَّ
شَأْنَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ
مِنْ خَلْقِهِ» وذكر الحديث ([1]).
رواه أبو داود.
****
قوله: «حَتَّى عُرِفَ
ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ» لَمَّا تأثَّر وغَضِبَ، غضبوا.
وغضب الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، وتأثَّروا مِن تأثُّر الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وظهر ذلك على
وجوههم رضي الله عنهم.
ثم قال: «وَيْحَكَ
!» «ويح» كلمة يُراد بها العِتاب، أو يراد بها الشَّفَقة أحيانًا.
«أَتَدْرِي مَا
اللهُ؟!» هذا استنكار من النَّبي صلى الله عليه وسلم.
«شَأْنَ أَعْظَمُ
مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ» لَمَّا أنكر صلى
الله عليه وسلم ذلك ونزَّه ربَّه علَّم هذا الجاهل.
فهذا الحديث فيه
مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: في الحديث دليل على
مشروعيَّة الاستسقاء عند تأخُّر المطر، فهو سُنَّة ثابتة، وأن الطَّلب من الصالحين
الأحياء الحاضرين أن يدعو الله للمسلمين، لا بأس به، أمَّا الميِّت فلا يُطلب منه
شيء، لا شفاعة ولا دعاء.
والدليل على ذلك: أنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم لَمَّا تُوفِّي الرَّسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يذهبون إلى قبره إذا أجدبوا أو احتاجوا إلى شيء، ما كانوا يذهبون إلى
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4726)، والطبراني في «الكبير» رقم (1547).