×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

والواجب على المسلمين أن يتنبَّهوا لذلك، لأنه يكثُر على الألسنة الآن مدْح الأشياء وأنه بفضلها حصَل كذا وكذا، بفضل الطبِّ بفضل كذا وكذا، بفضل تضافُرِ الجهود، بفضل المجهودات حصَل كذا وكذا، واللهُ لا يُذكَر أبدًا، ولا يُثنى عليه في هذه الأُمور، هذا خطأُ كبيرٌ في العقيدة، ويُخشى على مَنْ قالَه من الشِّرك الأكبر، هو لا يسلَم من الشِّرك: إمَّا الشِّرك الأصغر وإمَّا الشِّرك الأكبر.

أو يَنسِب الأشياء إلى الظَّواهر الطبيعيَّة، كما يقولون من نِسبة الأمطار إلى المُناخ، أو المُنخفَض الجويِّ، أو إلى الرِّياح، أو ما أشبه ذلك؛ كلُّ هذا من سُوء الأدب مع الله سبحانه وتعالى.

نعم؛ الله جعَل للأشياء أسبابًا، ولكن مَن هو الذي خلَق الأسباب ومَن هو الذي سخَّرها وأَوْدَع فيها الأسرار؟ هو الله سبحانه وتعالى فالواجب: أن تُسندَ الأُمور إلى الله عز وجل هذه عقيدة المسلم دائمًا وأبدًا، وهذا هو التوحيد.

إلاَّ الأُمور التي يُذمُّ عليها الإنسان مثل الكُفر والمعاصي والفُسوق والتعدِّي على الناس؛ فهذه تُنسب إلى المخلوق لأنها أفعالُه وجِنايَتُه، وهو محاسَبٌ عليها، وإنْ كان الله قدَّرها سبحانه وتعالى ولكنَّ الذي فعلها وقام بها المَخلوق باختياره وإرادته، فيُذمُّ عليها، ويعاقَبُ عليها، أو يُثاب عليها إن كانت صالحة، فهي من ناحية القدَر تنسب إلى الله، أمَّا من ناحية الفِعل فهي تُنسب إلى المخلوق، وهو الذي فعَلها وهو الذي قام بها باختياره وإرادته ومشيئَته، وهو يُعاقَب أو يُثاب على أفعاله، لا على قدَر الله.


الشرح