×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثالث

وَصَرِيحُهُ: وَقَفْتُ وَحَبَّسْتُ وَسَبَّلْتُ. وَكِنَايِتُهُ: تَصَدَّقْتُ وَحَرَّمْتُ وَأَبَّدْتُ. فَتُشْتَرَطُ النِّيَّةُ مَعَ الكِنَايَةِ، أَوِ اقْتِرَانِ أَحَدِ الأَلْفَاظِ الخَمْسَةِ، أَوْ حُكْمِ الوَقْفِ.

*****

 

الثَّالِثُ: أَن يَقِفَ عَلى مُعيَّنٍ مِن جِهَة، كَمَسجِد كَذَا. أَو شَخْصٍ؛ كَزَيد مَثلاً.

الرَّابِع: أنْ يَكُون مُنجَزًا غَيرَ مُعلَّقٍ وَلا مُؤقَّتٍ.

الخَامِسُ: أَن يَكُونَ الوَاقفُ مِمَّن يَصحُّ تَصرُّفُه.

«وَيَصِحُّ بِالقَولِ». أَي: القَولُ الدَّالُ عَلى الوَقْفِ.

«وَبالفِعْلِ الدَّالِ عَلَيْهِ». أي: عَلَى الوَقْفِ عُرْفًا.

«كَمَنْ جَعَلَ أَرْضَهُ مَسْجِدًا وَأَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الصَّلاَةِ فِيهِ، أَوْ مَقْبَرَةً وَأَذِنَ فِي الدَّفْنِ فِيهَا». هَذهِ أمْثِلةٌ لِلفِعلِ الدَّالِّ عَلى الوَقفِ.

«وَصَرِيحُهُ: وَقَفْتُ وَحَبَّسْتُ وَسَبَّلْتُ. وِكِنَايَتُهُ: تَصَدَّقْتُ وَحَرَّمْتُ وَأَبَّدْتُ». القَولُ الدَّالُّ عَلى الوَقفِ قِسمَان: صَريحٌ وَكِنايَةٌ، فَالصَّريحُ ثَلاثَةُ ألْفَاظٍ: وَقَفتُ وَحَبَّستُ وَسبَّلتُ، والكِنايَةُ ثَلاثَة ألْفَاظ: تَصدَّقْتُ وَحرَّمْتُ وأبَّدْتُ. والصَّرِيحُ: مَا لا يَحتَمِلُ غَيرَ الوَقفِ. والكِنَايَة: مَا يَحتَمِل الوَقفَ وَغيرَهُ.

«فَتُشْتَرَطُ النِّيَّةُ مَعَ الكِنَايَةِ، أَوِ اقْتِرَانِ أَحَدِ الأَلْفَاظِ الخَمْسَةِ، أَوْ حُكْمِ الوَقْفِ». لأِنَّهَا لَفظٌ مُحتَملٌ، فَإزالَةُ هذا الاحتِمَالِ اشْتُرِطَ اقْتِرانُها بِأَحدِ ثَلاثَةِ أُمور: إِمَّا النِّيَّة، أَي نِيَّة الوَقفِ، فَلَو قَال: مَا نَوَيتُ الوَقفَ. لَم يَصِرْ وَقفًا. وَإِمَّا اقْترَانُها بِأحَد الألْفَاظِ الخَمْسةِ البَاقِيةِ مِن الصَّريحِ والكِنَايَة التِي مَرَّ بَيانُها قَريبًا، وَإمَّا اقْتِرانُها بِحُكمِ الوقْفِ كَقَولهِ: تَصدَّقْت بِه صَدقَةً لاَ تُباعُ وَلا تُورَّثُ.


الشرح