ثم قال بعدها: «الحَمْدُ للهِ» الثناء على الله سبحانه
وتعالى فهناك بعض الروايات: «كُلُّ أَمْرٍ
ذِي بَالٍ، لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ، أَقْطَعُ» ([1])؛ فالبداءة تكون
حقيقية، وتكون إضافية، فبدأ أولاً بقوله: «بسم
الله» هذه حقيقية، ثم ثنى بالحمد، وهذه بداءة إضافية، ثم صلى على النبي، ثم
دخل في الموضوع.
قوله
رحمه الله:
«الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ»،
فجميع الحمد والثناء لله سبحانه وتعالى لأنه هو المنعم بكل النعم، فيحمد -سبحانه-
على نعمه وفضله، ويحمد لذاته عز وجل ويحمد لأسمائه وصفاته، فيثنى عليه سبحانه
وتعالى فهو المستحق للحمد، فبدأ الله الخلق بالحمد لله، وختمهم بالحمد لله؛ قال تعالى:
{ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ
ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ} [الأنعام: 1]؛ أي: يشركون به، ثم ختم الخلق بالحمد
لله رب العالمين في آخر سورة «الزمر»
لما دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار؛ قال عز وجل: {وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ}
[الزمر: 75].
وهناك سور من القرآن كثيرة تبدأ بـ«الحمد لله»؛ منها: قوله تعالى: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} [سبأ: 1]، وقوله: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ} [فاطر: 1]، وقوله: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ}[الكهف: 1] وابتدأ فاتحة الكتاب: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣} [الفاتحة: 2، 3] إلى آخر السورة».
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4840)، والنسائي في الكبرى رقم (10255)، وابن ماجه رقم (1894)، وأحمد رقم (8712).