فإن أطعته فيكون شركًا: {وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ
إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ}
[الأنعام: 121] فهذا شرك في الطاعة.
قوله
رحمه الله:
«وَالطَّلَبِ» الطلب فيما لا يقدر
عليه إلا الله، لا تطلبه إلا من الله؛ كشفاء المرض، وجلب الرزق، وإنزال المطر،
وغير ذلك، أما الطلب الذي يقدر عليه المخلوق فتطلبه منه؛ كأن تطلب منه أن يعطيك،
أن يقرضك، فلا بأس أن تطلب منه فيما يقدر عليه، مع أن الأفضل ألا تسأل الناس،
وإنما تسأل الله.
قوله
رحمه الله:
«وَالتَّوَكُّلِ» هو التفويض
والاعتماد في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، فلا يجوز أن تتوكل على غيره،
والتوكل من أعظم أنواع العبادة، وهو الاعتماد على الله، وتفويض الأمور إليه
-سبحانه- دون غيره؛ قال تعالى: {وَعَلَى ٱللَّهِ
فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [المائدة: 23]، وقال: {وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ
حَسۡبُهُۥٓۚ} [الطلاق: 3].
قوله رحمه الله: «وَنَحْوِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ» من أنواع العبادات؛ فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة؛ فالعبادة حق لله بجميع أنواعها، فلا تشرك معه غيره فيها.
الصفحة 4 / 309