قوله رحمه الله: «فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَجْرِيدَ التَّوْحِيدِ لِرَبِّ
العَالَمِينَ فِي العِبَادَةِ، وَأَنَّهُ لاَ يَجُوزُ إِشْرَاكُ غَيْرِهِ مَعَهُ،
لاَ فِي الأَفْعَالِ، وَلاَ فِي الأَلْفَاظِ، وَلاَ فِي الإِرَادَاتِ» لا في
الأفعال: كالذبح، والنذر، والركوع، والسجود، وغير ذلك من العبادات الفعلية، كلها
لله عز وجل ولا في العبادات القولية: كالدعاء، والذكر، وغير ذلك مما يجري على
اللسان، وكذلك العبادات القلبية: كالخوف، والرغبة، والرجاء، والرهبة، والمقاصد في
العبادات والنيات؛ فكلها يجب أن تكون لله عز وجل.
فالعبادات العملية التي على البدن، والعبادات القولية التي تكون باللسان، والعبادات القلبية في النيات، والعبادات في القلب: كالمحبة، والخوف، والرجاء، والإنابة والتوكل وغير ذلك؛ فالعبادات لا تخرج عن هذه الأنواع الثلاثة: إما بدنية، وإما لسانية وإما قلبية.
الصفحة 4 / 309