×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَبِالجُمْلَةِ، فَالعِبَادَةُ المَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ} هِيَ السُّجُودُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالإِنَابَةُ، وَالتَّقْوَى، وَالخَشْيَةُ، وَالتَّوْبَةُ، وَالنُّذُورُ، وَالحَلِفُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالاسْتِغْفَارُ وَحَلْقُ الرَّأْسِ خُضُوعًا وَتَعَبُّدًا وَالدُّعَاءُ... كُلُّ ذَلِكَ مَحْضُ حَقِّ اللهِ - تَعَالَى.

وَفِي «مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ»: «أَنَّ رَجُلاً أُتِي بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَذْنَبَ ذَنبًا، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلاَ أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «عَرَفَ الحَقَّ لأَِهْلِهِ».

وَخَرَّجَهُ الحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ الحَسَنِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ: «حَدِيثٌ صَحِيحٌ» ([1]).

****

الشرح

في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ}حصر للعبادة لله عز وجل يفيد بطلان عبادة ما سواه.

وهذه الآية فيها معنى: «لا إله إلا الله»؛ لأنها تتضمن النفي والإثبات الذي تضمنته «لا إله إلا الله»؛ فـ {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ}هذا معناه نفي العبادة عما سوى الله عز وجل لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، كما هي القاعدة عند أهل اللغة، فالمعمول هنا: {إِيَّاكَ} والعامل {نَعۡبُدُ}؛ فتقديم المعمول على العامل يفيد الحصر؛ أي: حصر العبادة في الله عز وجل وبطلان عبادة ما سواه، وهذا هو معنى «لا إله إلا الله» تمامًا.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (15587)، والطبراني في الكبير رقم (839)، والحاكم رقم (7654).