×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

ويريد لهم الخير، ويريد لهم التوبة والاستغفار؛ فليس بحاجة إلى من يؤثر عليه كما يؤثر الشفعاء عند الملوك.

قوله رحمه الله: «أَمْ ذَلِكَ قَبِيحٌ فِي الشَّرْعِ، وَالعَقْلُ» فالعقل ينزه الله عن ذلك، والشرع نهى عنه؛ قال تعالى: {وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} [يونس: 18] فسماه شركًا، ونزه نفسه عنه، فالآية صريحة في إبطال هذا.

وفي الآية الأخرى: {مَا نَعۡبُدُهُمۡ} فقد اعترفوا أنهم يعبدونهم.

{إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} [الزمر: 3] فحكم عليهم بالكفر والكذب على الله سبحانه وتعالى.

هذا ما جاء به الشرع من إبطال اتخاذ الوسائط من الخلق بينهم وبين الله.

قوله رحمه الله: «يَمْنَعُ أَنْ تَأْتِيَ بِهِ شَرِيعَةٌ مِنَ الشَّرَائِعِ؟» لم تأتِ شريعة من شرائع الله بهذا الشيء، كل الشرائع تنهى عن هذا الشيء، وإنما هذا شيء أحدثه المشركون والمبتدعة كما سبق.

قوله رحمه الله: «وَمَا السِّرُّ فِي كَوْنِهِ لاَ يُغْفَرُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الذُّنُوبِ» مع أن مغفرة الله واسعة: {إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ} [النجم: 32] فلماذا لا يغفر الله هذا الشرك؟ لماذا تقصر المغفرة عن هذا الشرك؟

قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النساء: 116] من الذنوب والمعاصي والكبائر {لِمَن يَشَآءُۚ}.

فهذا دليل على خطورة الشرك، وأنه لا يُغفر، بينما الله غفور رحيم، الله أخبر أنه لا يغفره لمن مات عليه؛ فهذا يدل على خطورة الشرك.


الشرح