فلا
يبقى في قلوبهم خوف من الله سبحانه وتعالى؛ فلا يتوبون منه، بل يقولون: {قَدۡ
مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ} فهذا شيء عادي كما يقولون: {إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ
١٣٧وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨}
[الشعراء: 137، 138] هذا قول قوم عاد، فالكسوف والخسوف أحوال فلكية، فلا يتصور أن
الله يغير فيها، وأن الله يحدث عندها عقوبات!
قوله
رحمه الله:
«وَهُوَ أَقْبَحُ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ»؛
لأنه تعطيل للكون عن خالقه، ولا ينسب الخلق إلى الله، وإنما ينسب إلى الطبيعة وإلى
الأسباب العادية.
قول
فرعون: {وَمَا
رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ}
[الشعراء: 23] هذا استفهام إنكار -والعياذ بالله-.
وقال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي} [القصص: 38]، وقال: {أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ} [النازعات: 24] تظاهر بهذا، وإلا فهو في قلبه وفطرته يعلم أن هذا الكون ليس من خلقه ولا من تدبيره، وإنما من تدبير الله؛ ولهذا قال له موسى: {قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ} [الإسراء: 102] فهو مكابر - والعياذ بالله - وإلا فمعلوم أنه لا يوجد مخلوق من دون خالق، ولا أثر من دون مؤثر: {أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ٣٦أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ ٣٧} أي: يأتيهم الوحي من خلاله، {فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} [الطور: 35- 38] أي: بحجة، إلى قوله: {أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٤٣وَإِن يَرَوۡاْ كِسۡفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطٗا يَقُولُواْ سَحَابٞ مَّرۡكُومٞ ٤٤} [الطور: 43، 44] فلا يعتبرون ولا يتعظون؛ بل: {يَقُولُواْ سَحَابٞ مَّرۡكُومٞ} يقولون: هذا مطر،