2- استدلوا
بقوله تَعالَى لموسى: ﴿ لَن تَرَىٰنِي﴾ [الأعراف: 143].
والجوابُ عن هذا
الاستدلال: أنَّ الآية الكريمة واردةٌ في نفي الرؤية في الدنيا، ولا تنفي ثبوتَها في
الآخرَة كما ثبتَ في الأدلةِ الأخرى، وحالةُ النَّاس في الآخرَة تختلفُ عن حالتِهم
في الدنيا.
3- استدلوا بقوله
تَعالَى: ﴿ لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ
﴾ [الأنعام: 103].
والجوابُ عن هذا
الاستدلال: أن الآيةَ إنما فيها نفي الإدراك، وليس فيها نفي الرؤية، والإدراكُ
معناه: الإحاطة، فاللهُ سبحانه وتعالى يراه المؤمنون ولا يحيطون به، بل نفي
الإدراكِ يلزمُ منه وجود الرؤية، فالآيةُ من أدلةِ إثباتِ الرؤية، واللهُ تَعالَى
أعلم.
وقولُ المؤلفِ رحمه
الله: «وهذا البابُ في كتابِ الله كثير» أي: بابُ إثباتِ أسماءِ اللهِ
وصفاتِه في القرآنِ كثير، وإنما ذكر المؤلفُ بعضَه، فقد ورد في آياتٍ كثيرةٍ من
كتابِ اللهِ إثباتُ أسماءِ اللهِ وصفاتِه على ما يليقُ به، «ومن تدبر القرآن»
أي: تفكَّر فيه وتأمَّل ما يدلُ عليه من الهدى «تبين له طريق الحق» أي:
اتضَحَ له سبيلُ الصواب، وتدبُّر القرآن هو المطرِب من تلاوتِه، قال تَعالَى: ﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ
إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29] وقال
تَعالَى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ
أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24]، وقال تَعالَى: ﴿ أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ
﴾ [المؤمنون: 68].
***
الصفحة 3 / 220