· الجوابُ:
الَّذِي يقولُ هذا ما فَهِمَ الإيمانَ، ولا فَهِمَ العقيدةَ، وهذا هو ما
قُلناهُ في المُقدِّمَةِ مِن أنَّ الواجِبَ عليه أنْ يَدْرُسَ العقيدةَ عَلَى أهْلِ
العِلْمِ، ويَتلقَّاها مِن مَصادرِها الصَّحِيحَةِ، وسيعرفُ الجوابَ عن هذا
السُّؤَال.
وقوله: إِنَّ الإيمانَ قَولٌ وعَملٌ واعتِقادٌ. ثُمَّ يقولُ: إنَّ العملَ شَرطٌ
في كمالِ الإيمانِ وفي صِحَّتِه، هذا تَناقضٌ. كيفَ يقولُ: العَملُ مِنَ الإيمانِ،
ثُمَّ يقولُ: العملُ شَرطٌ؟ !.
ومَعلومٌ أنَّ الشَّرطَ يكونُ خارِجَ المَشرُوطِ، والعمَلُ داخِلٌ -عِندَ
أهْلِ السُّنَّةِ- في الإيمانِ، لا خارِجٌ عنهُ؛ فهذا تَناقضٌ مِنهُ. فهذا يُريدُ
أنْ يَجمعَ بَينَ قَوْلِ السَّلفِ وقولِ المُتأخِّرينَ، وهو لا يَفهمُ التَّناقُضَ؛
لأنَّهُ لا يعرِفُ قَوْلَ السَّلَفِ، ولا يَعرِفُ حَقِيقةَ قَوْلِ المُتأخِّرينَ؛
فأرادَ أن يدمِجَ بَعضَهُما ببعضٍ، فالإيمانُ قَولٌ وعملٌ واعتقادٌ، والعملُ هو
مِنَ الإيمانِ وجُزْءٌ مِنه، وليس هو شَرْطًا مِن شُروطِ صِحَّةِ الإيمانِ أوْ
شرطَ كَمالٍ أو غيْرَ ذلك مِن هذه الأقوالِ الَّتِي يُروِّجُونَها الآنَ.
فالإيمانُ قَوْلٌ بالِّلسانِ، واعتقادٌ بالقلبِ، وَعملٌ بالجوارحِ، وهو يَزِيدُ
بالطَّاعَةِ، ويَنقُصُ بالمَعصِيَةِ. هذا ما دَرجَ عليهِ أهْلُ السُّنَّةِ
والجَماعَةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا خِلافًا للمُرْجِئَةِ.
· السُّؤَال الثَّالِث:
هَلِ الأعمالُ رُكْنٌ مِن الإيمانِ وجُزْءٌ مِنه أمْ هِيَ شَرْطُ كَمالٍ
فيهِ؟
· الجوابُ:
هذا مِن نَفْسِ السُّؤَالِ الذي قَبلَهُ. سائِلُ هذا السُّؤَال لا يَعرِفُ حَقيقةَ الإيمانِ؛ فَلِذلِكَ تَرَدَّدَ: هلِ الأعمالُ جُزْءٌ مِنَ الإيمانِ أو أمْ أنَّها شَرطٌ