×
مَسائِلُ فِي الإِيمانِ

بِمُوجِب قَوْلِهم: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاَءِ أَرْغَبَ بُطُونًا، وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ» ([1]) يَعنُونَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ؛ فأنزلَ اللهُ فِيهم قولَهُ سبحانه وتعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦} [التوبة: 65- 66] فَكَفَّرَهُم بهَذِهِ المقالةِ، ولم يَشترِطْ في كُفْرِهم أنَّهُم كانوا يَعتقِدُونَ ذلكَ بِقُلوبِهم، بل إِنَّهُ حَكَمَ عليهم بالكُفْرِ بِمُوجِب هذه المقالة، وهم يقولونَ: { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ} يعني لم نَقصِدْ ما قُلنا بِقُلُوبِنا. وكذلكَ قولُهُ تعالى: {يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ} [التوبة: 74] فَرتَّبَ الكُفْرَ عَلَى قوْلِ كَلِمةِ الكُفْرِ. وأخبرَهُم أنَّهُم كَفروا بعدَ إسلامِهم.

·       السُّؤَال التَّاسع:

ما حُكْمُ مَن يَسُبُّ اللهَ ورسولَهُ، ويسُبُّ الدِّينَ، فإذا نُصِحَ في هذا الأمرِ تعلَّلَ بالتَّكسُّبِ، وطلَبِ القُوتِ والرِّزقِ، فهل هذا كافِرٌ أمْ هو مُسلِمٌ يحتاجُ إلى تعزيرٍ وتأديبٍ؟ وهل يُقال هُنا بالتفريقِ بينَ السَّبِّ والسَّابِّ؟

·       الجوابُ:

لا يَجوزُ للإنسانِ أنْ يكفُرَ باللهِ بالقولِ أو بالفعلِ أو بالاعتقادِ أو بالشَّكِّ، ويقول: إنَّ هذا لأجلِ طلَبِ الرِّزقِ؛ لأن الرزقَ عندَ الله سبحانه وتعالى، واللهُ جل وعلا يقولُ: {فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ


الشرح

([1])أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (173).