والأخطلُ نصرانيٌّ
لا يُحْتجُّ بكلامه؛ لأن النصارى أهل ضلال، لكن مع هذا لم يَثبُت عن الأخطل، وليس
هو في ديوانه المعروف.
فليس في لغة العرب
تفسير الاستواء بالاستيلاء أبدًا، هذا تفسير مُحدَث، وهذا البيت مُنتحل ومكذوب على
لغة العرب، هذا من ناحية.
والناحية الثانية: يلزم على هذا -
والعِيَاذ باللهِ - لازم باطل، وهو أنه يلزم إذا فسرنا استوى باستولى على العَرْش
أن العَرْش في الأول لم يكن لله جل وعلا ثم استولى عليه سبحانه أخيرًا، وغلب عليه،
وأخذه من يد المستولي عليه الأول، وهذا فيه من الكفر والضلال ما فيه.
أيضًا لو فُسِّر
الاستواء بالاستيلاء لم يقتصر هذا على العَرْش؛ فالله مستولٍ على كل مخلوقاته.
وقد ردّ شيخ
الإِسْلاَم ابن تيمية رحمه الله هذا التفسير من عشرين وجهًا تجدونها في الفتاوى.
أيضًا الاستواء جاء في سبع آيات كلها بهذا اللفظ: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف: 54] أو ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5] وليس فيها لفظة استولى حتَّى يُفسر بعضها ببعض، فلما جاء كله بلفظ واحد دلَّ على أن معناه واحد، وهو العلو والارتفاع. والاستواء من صفات الأَفعَال، ولذلك عطفه على خلق السَّموَات والأَرض بـ ﴿ثُمَّ﴾ فقال تعالى: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الحديد: 4]. فهو من صفات الأَفعَال التي يفعلها الله جل وعلا متى شاء وإذا شاء، أما العلو فإنه صفة ذات لا ينفك عن الله جل وعلا لا يزال الله في العلو سبحانه وتعالى، أما الاستواء فهو صفة فعل يفعله سبحانه وتعالى متى شاء.
الصفحة 4 / 304