ومنهم: من تحمّلها ظاهرًا
وباطنًا وهم المؤمنون، ولهذا قال: ﴿وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا﴾ [الأحزاب: 73]. وهذا يدلُّ على حصول التقصير الذي يتوب
الله على صاحبه.
فقوله: «والجهل والظلم
هما أصل كل شر..» يعني: أنَّ الظلم والجهل المذكوران في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ داءان خطيران في الإنسانية، فلا يكون الشرّ إلاّ منهما، وهذا فيه التحذير
من الظلم، وهو الاعتداء على الناس والتغلّب على ملكهم بغير حق، والظلم ينقسم
إلى ثلاثة أقسام:
ظلم الشرك: وهو الذي يكون بين
العبد وربه وهو الشرك.
وظلم الناس: ويكون بالتعدّي
عليهم.
وظلم النفس: وذلك بالمعاصي
والذنوب. والجهل ملازمٌ للظلم، وهو هنا بمعنى عدم الحِلْم، قال الشاعر:
ألا لا يجْهلَنَّ
أحدٌ علينا *** فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
فالجهل يُطلق ويراد به عدم الحلم، وعدم التأنِّي
والتروي في الأمور، والنظر في العواقب، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا
ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ﴾ [النساء: 17]
ليس الجهالة هنا
معناها عدم معرفة الحكم الشرعي، وإنما المراد بها: عدم التأنِّي والحِلْم
والتروِّي في الأمر.
***
الصفحة 4 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد