وقوله: «فإنَّ نفس
العلم والإيمان بما كرهه الله خير، وإن لم يعمل به...» يعني: إذا عَلِم
المسلم ما يكرهه الله وفهم ذلك، فإنَّ هذا خير، وإن لم يعمل به؛ لشرف العلم، وإذا
جمع بين العلم والعمل فهذا هو المطلوب، ولهذا ميَّز الله أهل العلم من اليهود
والنصارى على غيرهم من الكفرة والأُمّيّين، حيث صار لهم ميزة في الذكر والأحكام
على غيرهم.
فالمقصود: أنَّ العالِم خير
من الجاهل؛ لأنَّ العالم حريٌّ أن يرجع إلى الصواب ويردّه علمه، وهذا بخلاف الجاهل
فإنه يتمادى في جهله وغيِّه ويرى أنه على حق.
ولهذا حكم الله على
من يعمل بغير علم أنه من الضّالّين، وأنَّ عمله غير مقبول، فوجود العلم وإن لم
يعمل به الإنسان له فضيلة، أما الجهل فإنه ليس فيه فضل بوجهٍ من الوجوه.
وقوله: «فإنَّ الإنسان إذا عرف المعروف وأنكر المنكر...» هذا وجه آخر لفضل العلم، فإنَّ من كان عنده علمٌ بالمنكرات وإن لم ينكرها بلسانه وبيده، فإنه ينكرها بقلبه على الأقل، وهذا أضعف الإيمان كما في الحديث، والإنكار بالقلب بداية للإنكار باللسان وباليد، فكونه عنده إيمان ولو كان ضعيفًا أفضل من الذي ليس عنده علم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد