×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

وقال المروذي: سألت أبا عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل - عن حلق القفا؟ فقال: هو من فعل المجوس، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم.

قال أيضًا: قيل لأبي عبد الله: تكره للرجل أن يحلق قفاه أو وجهه! فقال: أما أنا فلا أحلق قفاي.

وقد رُوِيَ فيه حديث مرسل عن قتادة في كراهيته، وقال: إنّ حلق القفا من فعل المجوس.

قال: وكان أبو عبد الله يحلق قفاه وقت الحجامة، وقال أحمد أيضًا: لا بأس أن يحلق قفاه قبل الحجامة.

وقد روى عنه ابن منصور قال: سألت أحمد عن حلق القفا، فقال: لا أعلم فيه حديثًا إلاّ ما يروى عن إبراهيم أنه كره ذلك، وذكر الخلال هذا وغيره.

وذكـره أيضًا بإسناده عن الهيثم بن حميد قال: حَـفُّ القفـا من شكل المجوس. وعن المعتمر بن سليمان التيمي قال: كان أبي إذا جَزّ شَعره لم يحلق قفاه، قيل له: لـِمَ؟ قال: كان يكره أن يتشبّه بالعجم.

****

  قوله: «سألت أبا عبد الله عن حلق القفا....» المقصود: مخالفة غير المسلمين من سائر الملل - خصوصًا النصارى - في مسألة القَزَع، وهو: حلق بعض الرأس وترك بعضه، وهو على أنواع: منه ما يكون بحلق جوانب الرأس وترك الوسط، ومنه ما يكون بالعكس حلق الوسط وترك جـوانب الرأس، ومنه ما يكون بحلق أمكنة من


الشرح