والسُّنّة
الجاهلية: كلُّ عادةٍ كانوا عليها، فإن السُّنّة: هي العادة، وهي الطريق التي
تتكـرّر لتتَّسع لأنواع مـن الناس مما يعدّونه عبادةً أو لا يعدّونه عبادة.
قال تعالى: ﴿قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ
فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [آل عمران: 137]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان
قَبْلَكُمْ» ([1])
والاتّباع: هو الاقتفاء والاستنان، فمن عمل بشيء من سننهم، فقد اتّبع سنّةً
جاهلية.
وهذا نصٌّ عامّ
يوجـب تحريم متابعـة كـل شيء مـن سنن الجاهلية، في أعيادهم وغير أعيادهم.
****
قوله: والسُّنّة
الجاهلية كل عادة كانوا عليها...» المراد بالسُّنّة الجاهلية: ما كان عليه أهل
الجاهلية من العادات والتقاليد، سواء الأقوال أو الأفعال، وسواء اعتبروه عبادة أو
عادة، فإننا ممنوعون من تتبُّعه وبعثه والتَّشبّه بهم بهذا كله، لأنّ هذا يعلّق
القلوب بأهل الجاهلية، وربما يفتح الباب لتغيير أحكام الإسلام، وإحلال أمور
الجاهلية مكانها، ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «تُنقض
عُرى الإسلام عروةً عروة، إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية».
فالناس يحنّون مع الجهل وطول الزمان إلى أمور الجاهلية، ولذلك تجدهم الآن يحنّون إلى إحياء الآثار والتراث الماضي وما أشبه ذلك، وهذا ليس عبثًا، وإنما هذا بدافعٍ من الشيطان، ومن دعاة الضلال، فإنهم إذا أحيوا آثار الجاهلية وأمكنة الجاهلية، فإنّ هذا يجرّ إلى إحياء
الصفحة 1 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد