فقوله صلى الله عليه
وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَان قَبْلَكُمْ» ([1]) هذا من باب
التحذير، فهو إخبارٌ معناه التحذير والنهي عن اتباع سنن الجاهلية، ومن ذلك: سنّة
الأعياد، فما اعتاد أهل الجاهلية أن يجعلوه عيدًا مكانيًّا أو زمانيًّا، فإننا
منهيون عنه، ولهذا لما جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وقال: إني
نذرتُ أنْ أنْحَرَ إبلاً ببُوانة - اسم موضع - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ
كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» يعني: هل كان
فيها في الزمان الماضي وثن؟ قَالوا: لاَ، قَالَ: «هَلْ فِيهَا عِيدٌ مِنْ
أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالوا: لاَ، قَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» ([2]). فدلّ على أنّ
أعياد الجاهلية لا يجوز إحياؤها، أو تتّبعها، وإنما تترك تندرس وتذهب.
والرسول صلى الله
عليه وسلم منع من الذبح فيها حتى لو لم يقصد هذا الشيء، ولو كان الذابح يذبح لله،
لكن إذا ذبح في مكانٍ كانت الجاهلية تعظّمه وتذبحُ فيه، فإنّ هذا ذريعة لإحيائها
وذريعة للتَّشبّه بهم، ودين الإسلام إنما جاء بسد الذرائع التي تُفضي إلى الشرك
والبدع.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).
الصفحة 3 / 420
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد