قوله: «وكثير من
المنكرين لبدع العبادات...» بعض الناس قد ينكر البدع وهذا شيء مطلوب، لكنه لا يكون
حريصًا على السنن، فالذي يجب هو إنكار البدع والحرص على السنن والدَّعوة إليها.
فهم فعلوا شيئًا
وتركوا شيئًا، فإذا نهوا عن البدع فقد أحسنوا، ولكن عليهم أن يحرصوا على السنن
والدعوة إليها، وهذا حال كثير من الشباب وطلبة العلم في وقتنا الحاضر، فإنهم
ينكرون البدع، ويتشددون في ذلك حتى يحكموا على بعض العبادات أنها بدعة، مثل عدد
ركعات صلاة التراويح، وفي المقابل نجدهم كسالى في أداء السنن، فتراهم لا يصلّون مع
الناس التراويح ولا التهجد، فكلُّ ديدنهم هو إنكار البدع، وهذا الشيء مطلوب، لكنه
لا يكفي، فعلى مَن يُنكر البدعة أن يعوّض عنها بالسنة، ولذلك ينبغي على مَن ينكرون
البِدَعَ أن يغرسوا بدلها السنن في قلوبهم وقلوب الناس، فلا يتركوا الأمر فراغًا؛
لأن الناس سيعملون: إما في الخير وإما في الشر، فإن لم ينشغلوا في السُّنن اشتغلوا
بالبدعة. والشيخ قد نبَّه على ذلك بقوله: «ولعلّ حال كثير منهم يكون أسوأ من
حال مَنْ يأتي بتلك العبادات المشتملة على نوعٍ من الكراهة».
قوله: «ولعلَّ حال كثير منهم يكون أسوأ من حال...» الله جل وعلا قرن الأمر بالـمعروف بإنكار المنكر بقوله:﴿وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ﴾ [آل عمران: 104] فلا ينبغي النهي عن المنكر والبدع وتَرْك السنن، فالأصل فِعْلُ الأمرين، لا بد من الجمع بينهما، فمن أنكر البدع فعليه كذلك أن يشتغل بالسنن ويرغب فيها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد