وفرق بين ما شرعه
الله، وما لم يشرعه الله، فبيت المقدس من مساجد الأنبياء والمساجد الثلاثة والصلاة
فيه كما أخبر صلى الله عليه وسلم: «خَمْسُ مِائَةِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ»
([1])، فهو مسجد فاضل،
لكن كوننـا نقصده في يوم معين أو زمان معين، مما لم يشرعه الله ورسوله، فهذا هو
البدعة، ويوم عرفة من خصائص المكان الذي شُرع فيه، وهو مشعر عرفة نفسه، وكذلك
المشاعر التي شرع أداء مناسك الحج فيها، فلا نزيد من عندنا شيئًا.
والرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب، قال لنا: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) وقال: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([4]) وقال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا» ([5]). فهذا فصل في أنَّ كل ما لم يشرعه الله ولا رسوله فإنه من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتعريف في بيت المقدس مما أُحدث فهو بدعة.
([1])أخرجه: البيهقي في الشعب رقم (3845).
الصفحة 4 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد