وروى ابن بطة في ((الإبانة)) بإسناد صحيح عن معاذ بن
معاذ، حدثنا ابن عون قال: سأل رجل نافعًا فقال: هَل كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُسَلِّمُ
عَلَى القَبْرِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ لَقَدْ رَأَيْتُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ
مِنْ مِائَة مَرَّةٍ، كَانَ يَأْتِي الْقَبْرَ، فَيَقُومُ عِنْدَهُ فَيَقُولُ:
السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ، السَّلاَمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، السَّلاَمُ عَلَى
أَبِي ([1]). وفي
رواية أخرى ذكرها الإمام أحمد محتجًّا بها: ثُمَّ يَنْصَرِفُ، وهذا الأثر رواه مالك
في ((الموطأ)) ([2])..
****
وقوله: «فهذا كلُّه وما كان مثله من سُنّة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السابقون الأوَّلون هو المشروع للمسلمين في
ذلك» وهو الزيارة الشرعية الموافقة لما جاء في الأحاديث التي مرّت.
وقوله: «وهو الذي
كانوا يفعلونه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره» يعني: هذا هو
المشروع في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، حيث يسلّمون على الرسول
وعلى صاحبيه كما يسلّمون على الأموات ثم ينصرفون، فليس لزيارة قبر الرسول خاصية
على ما سواه من القبور من جهة ما يقال عنده.
المراد بقوله: «هل كان ابن عمر يسلّم على القبر؟» يعني: قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. «قال: نعم رأيته أكثر من مئة مرة» يعني: إذا قدم من سفر كما جاء في الأحاديث، فقد كان يأتي رضي الله عنه ويقف تجاه وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يتأخر قليلاً نحو الشرق فيسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
([1])أخرجه: الآجري في الشريعة رقم (1853).
الصفحة 4 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد