والسبب الذي ورد عليه هذا اللفظ يوجب دخول الكافر،
والعلة - وهي تذكر الموت والآخرة - موجودة في ذلك كله.
****
وفيه بيان أنه استقر
في الشريعة مشروعية زيارة القبور بالضوابط الشرعية، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
«فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآْخِرَةَ»، وفي الأحاديث التي قبله أنه كان يدعو
للمسلمين بالمغفرة، ويقول: «يَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا
وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ» ([1]). فيدعو لهم، فهذا
فيه بيان الغرض من زيارة القبور، وهو أمران:
الأول: نفع الميت بالدعاء
والاستغفار له والترحم عليه.
والأمر الثاني: اعتبار الزائر
وتَذَكُّر الموت من أجل أن يستعد بالعمل الصالح، فهي تذكر بالآخرة، وذلك بعد أن
انتفى المحذور الجاهلي الذي هو التبرك بالأموات والاستغاثة بهم، فقد انتفى هذا -
ولله الحمد - عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن جاء بعدهم من أهل السنة
والجماعة، وإن كان بقي هذا في الخرافيين والقبوريين، إلاّ أنه بعيد عن الإسلام
-ولله الحمد-.
والأصل في زيارة قبر
الكافر أنها للاعتبار والاتعاظ فقط، وأما زيارة قبر المسلم فهي للأمرين: للاعتبار
والاتعاظ، والدعاء للمسلم والسلام عليه.
الاعتبار موجود في قبر المسلم وقبر الكافر، حين ترى هذا الكافر الجبار، الذي كان آذى المسلمين وتجبّر على عباد الله صار تحت التراب لا حيلة له، محصورًا في قبره، هذا الكافر الذي كان يصول ويجول في أقطار الأرض، ويقتل عباد الله ويدمّر البلدان
([1])أخرجه: مسلم رقم (974).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد