×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وكذلك قوله تعالى: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ [السجدة: 4].

*****

قوله: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ۚ [الأعراف: 54]، أي: علا وارتفع على العرش، والعرش هو أعظم المخلوقات، وكان مخلوقًا قبل السماوات والأرض، وقبل القلم - على الصحيح - بخمسين ألف سنة، فالعرش هو أول المخلوقات، ثم خلق الله بعده السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش استواءً يليق بجلاله -سبحانه - لا لأنه محتاج إلى العرش، ولكن العرش هو المحتاج إلى الله، في إمساكه ورفعه وخلقه، فهو مخلوق من جملة المخلوقات.

والشاهد في قوله:﴿مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ [السجدة: 4] أي: لا أحد يتولّى أمركم يوم القيامة إلاّ الله سبحانه وتعالى، فالله هو الولي لجميع الخلق ﴿وَلَا شَفِيعٍۚ أي: لا أحد يشفع لكم بدون إذن الله -سبحانه - ورضاه عن المشفوع فيه.


الشرح